الأمم المتحدة تخفض أسطولها الجوي الإنساني بسبب نقص التمويل
الأمم المتحدة تخفض أسطولها الجوي الإنساني بسبب نقص التمويل
اضطر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى خفض قدراته التشغيلية في مجال النقل الجوي الإنساني، إثر تراجع حاد في التمويل، ما أدى إلى تقليص أسطوله العالمي بنحو 25%، وفق ما أفاد مسؤول في البرنامج لوكالة فرانس برس، اليوم الخميس، مشيرًا إلى أن الخطوة تهدد إمكانية إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر عزلة في العالم.
أكّد المسؤول في برنامج الأغذية العالمي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن خدمة "الخطوط الجوية الإنسانية للأمم المتحدة" اضطرت منذ شهر يناير إلى سحب 17 طائرة من أسطولها، بسبب النقص الحاد في التمويل.
وأوضح أن الخطوة جاءت ضمن سلسلة من الإجراءات التقشفية لتقليل التكاليف التشغيلية، بينما لا يزال البرنامج يواجه عجزاً مالياً قُدّر بـ53 مليون دولار حتى نهاية ديسمبر المقبل.
ويعد البرنامج، الذي يُشغّل الخدمة الجوية في 21 دولة، بمثابة شريان حياة لأكثر من 600 منظمة إغاثة دولية، أبرزها منظمة "أطباء بلا حدود"، إذ تنقل الطائرات عمال الإغاثة والإمدادات الطبية والغذائية إلى المناطق النائية والمناطق المنكوبة بالنزاعات والكوارث.
منظمات تحت الضغط
حذّرت رئيسة وحدة دعم العمليات في منظمة أطباء بلا حدود بمنطقة جنوب إفريقيا، كلير وترهاوس، من تداعيات القرار، مشيرة إلى أن "غياب رحلات الأمم المتحدة الجوية سيدفع المنظمة إلى استئجار طائرات خاصة بأسعار باهظة، وهو ما سيؤثر مباشرة على الموارد المخصصة لرعاية المرضى".
وأوضحت وترهاوس، أن هذا النمط من الإنفاق غير مستدام في المدى الطويل، مشيرة إلى احتمالية تقليص عمليات المنظمة في بعض البلدان إذا استمرت أزمة التمويل الراهنة.
وجاءت الأزمة المالية الحالية نتيجة مباشرة لتراجع المساهمات الدولية، وعلى رأسها قرار الولايات المتحدة خفض المساعدات الخارجية بشكل كبير منذ تولّي الرئيس دونالد ترامب منصبه هذا العام، حيث كانت واشنطن تموّل نحو 45% من موازنة برنامج الأغذية العالمي العام الماضي.
وتزامن ذلك مع تقليص مساهمات من دول مانحة رئيسية أخرى، ما أحدث اضطراباً واسع النطاق في القطاع الإنساني، وأدى إلى تقليص أو تجميد العديد من البرامج، وخاصة في البلدان التي تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية، مثل جنوب السودان وأفغانستان.
عواقب مباشرة على الطيران
كشف برنامج الأغذية العالمي عن تعديل كبير في جدول رحلاته الجوية، شمل إلغاء خدماته إلى خمس وجهات من أصل 48 كانت تُخدَم حتى عام 2024، إضافة إلى خفض وتيرة الرحلات إلى عشر وجهات أخرى.
وفي أفغانستان، حيث تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص يعاني من الجوع، انخفض عدد المقاعد المتاحة عبر الخطوط الجوية الإنسانية من 157 مقعداً إلى 57 فقط منذ بداية العام، ما يعقّد عمليات الإغاثة ويطيل زمن الاستجابة للطوارئ.
ونبّه المسؤول في البرنامج الأممي إلى أن إجراءات التقشف المتخذة حتى الآن غير كافية لسد العجز المالي، مؤكدًا أن مزيدًا من التخفيضات لا تزال واردة إذا لم تتدخل الدول المانحة بسرعة.
وقال المسؤول إن البيانات التي أُرسلت إلى وكالة فرانس برس تمثل تقديرات حتى نهاية مايو، وقد تتغيّر إذا حصلت الوكالة على تمويل طارئ إضافي، داعياً المجتمع الدولي إلى "عدم ترك المجتمعات المنكوبة وحدها".